عَصَفَ الرَّصاصُ بأمِّها وأَبيها
وبزوجها الغالي وكلِّ بَنيها
نَثَروا أمام الدَّار مُخَّ صغيرها
«وتفنَّنوا» في صُنْع ما يُؤْذيها
هدموا منازلَها ولم يَدَعُوا لها
داراً لها في أرضها تُؤْويها
سرقوا عباءتَها وأرخوا حاجزاً
يُخفي عن الأنظار مُغتصبيها
صاحتْ وصاح إباؤها وعَفافُها
وبكتْ، ولكن عند مَنْ يُبكيها
عطشتْ وزخَّاتُ الرصاص تزيدُها
عطشاً، ولم تظفَرْ بمن يَسقيها
لمَّا أفاقتْ من دُوار جراحها
وتوقَّفَتْ طَلَقاتُ مَنْ يَرميها
نادتْ، ولم تسمعْ مجيباً، إِنَّما
سمعتْ صدىً من صوتها يُشقيها
ورنَتْ إلى الأُفُق البعيد فما رأتْ
إلاَّ وجوهَ عُتاةِ جلاَّديها
أينَ الدِّيارُ، وأَجْهَشَتْ آثارُها
من حولها، وبكتْ دماءُ ذَويها